كيف يمكن للكاتب أن يتطرق أو يناقش قضايا ناضجة ببساطة ولكن دون سطحية؟
السؤال (من أرشيف كيوريس كات):
كيف ممكن لكاتب إنه يتطرق أو يناقش قضية ناضجة نوعاً ما بحيث تظهر بشكل مبسط ولكن في نفس الوقت ما يعالجها بسطحية؟ إجابتك رح تفيدني.
حسناً، في البداية لنتّفق أنّ الحل لهذه المشكلة لن يكون سحرياً، ولن يكون عامّاً، لكن سأساعدك في العثور على إجابتك الخاصّة عبر ما أعتقد أنّه مجموعة من الأسئلة المهمّة التي يمكن أن تضعك على الطريق الصحيح. لنبدأ أولاً قبل تلك الأسئلة بالحديث عن “نقاش القضايا” في القصص، وكيف يمكنك عرضه.
كيف تعرض القصص الأفكار؟
بدايةً، تعرض القصص أفكارها على مستوىً واحد أو عدّة مستويات، على سبيل المثال، يمكن للقصّة أن تمتك نصّاً صريحاً واضحاً “منطوقاً – Text” يمكن للقارئ فهمه بنظرة سريعة، وفي الوقت نفسه تمتلك مفهوماً – Subtext لا يمكن للقارئ استنتاج المغزى منه من النظرة الأولى.
يمكن للقصة أيضاً أن تمتلك إحدى هذين المستويين أو كلاهما. وأتحدث بشكل موسّع عن مقارنة بينهما في هذا المقال من سلسلة كتابة القصص.
حسناً، لنفترض أنّ مقصدك من كلمة “مبسّط” هو ميل القصّة للتصريح بالنوايا والعبر والأفكار الواردة فيها وبعدها عن التلميح، بالطبع، لن تكون تماماً إحدى “حكايا الأطفال” كقصّة الراعي الكاذب والذئب، أنت تبحث عن مكان على هذا الطيف يمكن للقارئ إدراك المعنى منه خلال القراءة الأولى. أيّ أن الميل هنا نحو المنطوق والاعتماد على مستوىً واحد في تقديم الأفكار.
بالطبع، افترض هنا أنّك تمتلك فكرة جيدة عن الجمهور المستهدف من هذه الرواية، وهذا يتضمّن العمر والمستوى الفكريّ والقدرة على التحليل والمستوى اللغويّ والبيئة الاجتماعيّة والثقافيّة وغيرها من المعايير التي عليك حصرها قبل التخطيط للقصة.
بعد تحديد الطريقة التي على قصّتك اتباعها لتعرض القضيّة، عليك أن تسأل نفسك العديد من الأسئلة التي ستساعدك على الابتعاد عمّا لا ترغب به والاقتراب مما تريد تقديمه.
- ما هو الجوّ العامّ للقصّة؟ وهل سيكون متوافقاً مع ما تعرضه من أفكار وقضايا؟
- هل القصّة قادرة على تقديم هذه القضيّة؟ أم ستكون غريبة ودخيلة عليها؟
- هل ستقدّم حلاً للمشكلة؟ هل هذا الحلّ مقنع؟ أم سيظهر كاستهانة بالمشكلة؟
- هل لديك المعلومات الكافية عن المشكلة والقضيّة التي ستقدمها؟ هل بحثت وقرأت عن قصص بتجارب مشابهة؟
كل هذه الأسئلة تساعدك في تحديد التوجه الأمثل للقصّة في عرض القضية.