ما هي الخطوات التي تتبعها لإنشاء سكربت لفديوهاتك؟

السؤال (من أرشيف كيوريس كات):

ماهي الخطوات التي تتبعها ل انشاء سكربت لفديوهاتك

لأكون صريحاً تماماً، مرّ وقت طويلٌ جداً منذ آخر مرّة عملت فيها على سكريبت شخصيّ لأحد مشاريعي، لكن في الفترة الماضية عملت على مساعدة الكثير من الأصدقاء في تنظيم طريقة عملهم على سكريبتات الفيديوهات، وبحسب ردودهم كان الأمر نافعاً ومساعداً لهم على الإنجاز.

الخطوة الأولى: نقاش فكرة السكريبت

شخصياً، أفضّل طرح أفكار مقالاتي وفيديوهاتي كلّما طرأت لي فكرة جديدة على مجموعة من الأصدقاء الذين أعلم اهتمامهم بالموضوع، وفي هذه المرحلة تموت العديد من أفكار الفيديوهات أو المقالات، أو تتغير صيغتها من مقال لفيديو أو العكس بحسب ما يلائهما.

أجد في هذا النقاش الأوليّ للأفكار قيمة هائلة، فهو أولاً يوفّر علي الكثير من الوقت في العمل على مشاريع قد لا تكون ذات قيمة حقيقيّة، مما يتيح وقتاً إضافيّاً للعمل على المشاريع ذات القيمة. وثانياً يسمح لي هذا بطرح الأفكار ومناقشتها ثم “تخزينها” إن صح التعبير لوقتٍ يمكنني فيه العمل عليها.

الخطوة الثانية: اختيار الفكرة

وهنا لا التزم بالترتيب الزمني الذي سجّلت فيه الأفكار في القائمة، بل أختار أيّ فكرة أشعر بكونها ملائمة لما أريد الحديث عنه حينها. قد لا يكون هذا الخيار متاحاً عند العمل على مشاريع لزبائن، لكن لمشاريعي الشخصيّة أجد هذا الأسلوب أفضل وأكثر نفعاً.

الخطوة الثالثة: المسودة الأولية

على الرغم من أنّ المقالات تختلف جذرياً عن سكريبتات الفيديو برأيي، إلا أنّ مرحلة المسودة -على الأقل في تجربتي- متشابهة جداً.

على سبيل المثال، لنفترض استخدامك للهيكل التالي في صناعة السكريبت:

  • تبدأ أولاً برسم النقطة التي ترغب بإقناع المتابع بها، كأن تقول مثلاً “اللعبة الفلانيّة فيها تصميم مراحل مميز رغم كره الناس لها”.
  • ثم تنتقل للحديث عن النقاط التي يجب على المتابع فهمها قبل تقديم حججك، كأن تتحدث عن مبادئ تصميم المراحل، وأن تطرح أمثلة عن تصاميمٍ جيّدة في هذا السياق.
  • ثم تنتهي بالحجج على نقطتك الأولى، وتبني هذه الحجج على المعلومات التي قدمتها في الفقرة الثانية.

يمكنك استخدام هذا الترتيب نفسه تماماً في بناء مقال جيّد برأيي، فالهيكل ممتاز ومرتّب. والنقاط الموجودة في الفيديو هي ذاتها تلك التي كنت لتطرحها لو كنت تكتب مقال. المختلف هنا هو العامل البصريّ الذي يمكنك توظيفه في الفيديو، وانطباعات الصوت التي يمكنك تقديمها.

بالطبع، هذا لا يعني أنّ سكريبتات الفيديو في شكلها النهائي يجب أن تكون كالمقالات، لكن في مرحلة المسودة، هذا التنظيم لا بأس به، وأجده طريقة ممتازةً لتنظيف الأفكار من الشوائب وصقلها.

يمكنك أيضاً عرض هذا السكريبت لأيّ شخص وسيفهم الهدف منه بسهولة، وسيكون قادراً على التعليق على محتواه بطريقة مفهومة – بسبب التنظيم. ولهذا اعتبر أنّ هذه المرحلة هي الأمثل لتلقّي الملاحظات والتعليقات على النصّ وتعديله بما يناسب قبل الانتقال لمرحلة التنفيذ.

الخطوة الرابعة: السكريبت – النص والإخراج

على الرغم من أنّ تعلّمي لهذا الأسلوب في كتابة السكريبتات كان نابعاً من ضرورةٍ بسبب الطريقة التي أنتجنا فيها الفيديوهات في مشروع كاواي للفترة الأولى – حيث كان مؤدّي الصوت والكاتب وصانع الفيديو أشخاصاً مختلفين، إلا أنّ هذا الأسلوب برأيي يسهل -وبشدّة- عمل صانع الفيديو وما زلت أنصح به جميع الصنّاع الذين أعرفهم.

باختصار، بعد كتابة المسودة الأولية عليك العمل على جزئين مختلفين في السكريبت:

أولاً: تنظيم النصّ بطريقة قابلة للقراءة

هناك أساليب مختلفة كثيرة في تسجيل النصوص، لكن أجد أحدها الأكثر نفعاً والأكثر سهولة برأيي: تسجيل الصوت كاملاً، مع الأخطاء والتكرار والمحاولات، ثم قصّ هذا التسجيل وإعادة ترتيبه بما يناسب الفيديو لاحقاً.

وهذا يتطلّب -افتراضياً- قابليّة النص للتوقف الجزئي بين الجمل، لتجنّب الحاجة لتكرار أجزاء كبيرة من النص في حالة الخطأ، مع المحافظة على الرتم الكلّي للتسجيل. ويتطلب أيضاً قابليّة النص للتوقف الكلّي، حيث يمكن للمؤدي الصوتي التوقف تماماً، دون القلق بشأن التأثير على الرتم الكلّي للتسجيل.

التوقف الجزئي يكون عادةً بين جمل الفقرة نفسها، بينما يكون التوقف الكلّي في نهاية الفقرة.

أبني الوقفات الجزئيّة عادةً على طول الجملة التي يمكنني قولها بنفسٍ واحد، وبهذا يمكنني أخذ وقفات مريحة بين الجملة والأخرى، ولا أعاني أثناء إعادة التسجيل من طول الجمل وتعقديها.

تنظيم النصّ بطريقة تسمح للمؤدي الصوتي سواء كان هو الكاتب نفسه أم لا بمعرفة أماكن التوقف الكلّي والجزئي، وتسمح له بتسجيل النص وإعادة ما يحتاج إعادةً منه دون الاضطرار لإعادة أجزاء كبيرة منه بعد كلّ خطاً.

يقوم بعض الأشخاص أيضاً بتعليم الكلمات التي يمكنهم التشديد عليها أثناء الحديث، وهذا يساعد من يمتلك صوتاً “مونوتون” في التسجيل على تخطّي هذه المشكلة ولو جزئياً.

إنشاء سكريبت لفيديوهات اليوتيوب
شخصياً، استخدم Google Docs في تنظيم السكريبت.

ثانياً: الإخراج

ببساطة، إخراج السكريبت هو الملاحظات التي تعتقد ككاتب أنّ محرر الفيديو يجب أن يلمّ بها أثناء العمل، وقد تساعد هذه الملاحظات أيضاً المؤدي الصوتيّ في معرفة ما سيظهر على الشاشة عند قوله لكل جملة.

أعتمد شخصياً على الملف ذاته لكتابة السكريبت وضبط ملاحظات الإخراج، وهناك العديد من الطرق لتضمين هذه الملاحظات: يمكنك استخدام نظام التعليقات على الملف، أو ترك ملاحظات بين قوسين، أو تضمين قائمة بالملاحظات في نهاية النص. بجميع الأحوال عليك أخذ سهولة الوصول والقراءة بعين الاعتبار – فالهدف هنا هو تسهيل عمل محرر الفيديو، لا عرض الرؤية فحسب.

إنشاء سكريبت لفيديوهات اليوتيوب

الخطوة الخامسة: التسجيل والتحرير

شخصياً، استخدم Audacity في التسجيل لخفّته وسهولة استخدامه وAdobe Premier في تحرير الصوت لأن واجهته مألوفة وفيه ما أحتاجه من أدوات، ولكن يمكنك استخدام أي برنامج تراه مناسباً. ما عليك أخذه بعين الاعتبار فقط هو ما يلي:

  • عليك تقديم ملفات الصوت بأفضل جودة ممكنة لمحرر الفيديو كي يكون قادراً على استخدامها.
  • إن لم تكن مسؤولاً عن تحرير الفيديو النهائي، لا تضمّن الموسيقى.
  • إن لم يكن في تسجيلك كلامٌ لا يجب على المحرر سماعه، من الأفضل تضمين الملفّ كاملاً مع المحاولات جميعها ليختار هو بينها.
  • حاول تنقية الصوت والتأكد من مستواه قبل تصديره وإرساله للمحرر.
  • ضع فراغات بين الفقرة والأخرى في التسجيل ليستيطع المحرر قصّها وتحريكها بسهولة.

وهذا كلّ شيء تقريباً مرتبط بالسكريبت وتسجيله.

اطرح سؤالك