هذا المقال ترجمةٌ مع حاشية لفيديو دون جولي: الإنترنت يجعلك غبيّاً، إضافاتي للترجمة مشار لها بين [قوسين] ولكل نقطة في الحاشية رقم يدلّ إليها في المحتوى بالشكل [رقم الحاشية]. المصطلحات المشروحة في ويكيبيديا العربية أشرت لرابطها مباشرة ضمن النص.
مساء الخير، مرحباً بكم مجدداً في encyclopedia.zone أنا دون جولي، كاتب حرّ أسكن وأعمل من بروكلين، نيويورك. وأنا أيضاً شيتبوستر – Shitposter على الإنترنت ونشرت “الهراء” على منتديات[1] عديدة لعشرين سنة.
سنتحدث اليوم قليلاً عن الإنترنت، لأننا تحدّثنا عن الإنترنت قليلاً يوم الاثنين، وأخشى أنّه عليّ تصحيح خطأ، وهذا التصحيح سيقودنا إلى الحديث في مواضيع أخرى.
هذا [الفيديو] سيكون تجميعة من الفولكلور الشيتبوستيّ، أربع قواعد صغيرة نبعت من مجتمع من الأفراد الذين أعتقد شخصياً أنّهم مدمنون على النشر على الإنترنت بمعنى حقيقيّ. ولهذا، وبسبب حاجتهم، اضطرّوا إلى التكيّف وتطوير أساليب تسمح لهم بالتعامل مع كونهم يحيون في عالم من تدفّق مستمر للمعلومات المتناقضة.
إذاً، هذه مجموعة من أكثر الأساليب نجاحًا من مجتمع الشيتبوستنغ عن طريقة التفاعل مع الإنترنت.
ولعل الوقت قد حان لننظر جميعًا بتمعن في هذه الدروس.
في البداية، الفيديو الثقيل المنشور يوم الاثنين، الذي تحدّث عن إطلاق النار الحاصل نهاية الأسبوع -وأنصحك بالإطلاع على ذاك الفيديو قبل هذا [يمكنك تخطّي ذاك الفيديو في الحقيقة]- ذكرت وجود ميم مضحك محددّ، صدر من مجتمعات المنتديات التي تسمح بالنشر بصفة مجهولة والتي نشر مطلق النار عليها البيان – [في هذا الميم] نرى صوراً من التسعينات للصالات الداخليّة لمطاعم الوجبات السريعة، كتاكو بيل وماكدونالدز وما شابه، برفقة الشعار “تذكّر ما أخذوه منك”[2]. كنوع من الاستهزاء بأن أمريكا البيضاء[3] – White America قد جُرّدت من تاكو بيل الثمين خاصّتها.
الآن، بعد نشري لذاك الفيديو -الذي حصل على تفاعل إيجابيّ بشكل عام، وأنا شاكرٌ لهذا، لذا أشكركم جميعاً على تخصيص وقت لمشاهدته والتعليق عليه- أشار لي مصدر موثوق جداً من قلب مجتمع الشيتبوستنغ، أن الميم الذي تحدّثت عنه، كان في الحقيقة، ساخر[4] – Ironic؛ أنّ الميم هذا كان مصمماً ليكون محاكاةً ساخرة – Parody لميم سابق، يمكنك رؤيته على سبيل المثال في فيديو [المستخدم] موردوك موردوك [المُعَنون] Hold Back The Night الذي كان قطعة ناجحة جداً من البروباغاندا السياسية خلال حملة 2016[5] -وقد نتوسّع أكثر بخصوص ذاك الفيديو تحديداً في المستقبل- [في ذاك الفيديو] سترى، بين علامتي تنصيص -إن كان هناك أصلاً وجود لما يسمّى بالتوظيف الساخر للميمز- توظيفاً ساخراً للحملات الإعلانيّة المنشورة في الخمسينات عن الترابط العائليّ السعيد[6] بسياق مشابه لـ”هذا ما أخذوه منك” [الفيديو 4:26 ثانية]
وبالطبع في Hold Back The Night تجد دونالد ترامب مع نظّارات شمسيّة وجاكيت جلديّ يطير فوق صور الترابط العائليّ السعيد، وهذا ما يقودنا للنقطة السابقة، لأنّه عليك قراءة كلّ ما على الإنترنت بطريقتين، كل ما على الإنترنت ساخر – Ironic بين علامتيّ تنصيص، ولكن هذا المصطلح ليس تقنياً بما فيه الكفاية.
وهناك لحسن الحظّ، قطعة من الفولكلور، قطعة من الحكمة، قطعة من قانون الإنترنت، قادرة على مساعدتك في التعامل مع هذه المشكلة المرتبطة بقراءة كلّ شيء على الإنترنت بسخرية جادّة – Ironically Unironically، أو [يمكنك استخدام هذا القانون] حتّى [للتعامل مع] جهلك بكون الشخص الذي يعرض المعلومات أمامك يعني ما يقوله فعلاً أو يحاول التلاعب بك قاصداً، وهو قانون بو.
قانون بو قادم من متصيّد – Troll كان يذهب إلى المنتديات الإنجيلية في بداية الألفيّة الثانية، للانخراط في نقاشات دينيّة، كما لو كان إنجيليّاً سابقًا أو شخصًا يعتقد أنّ الإنجيليّين مجموعة من التافهين.
هذا الناشر بو، طوّر قاعدة بسيطة، عندما كان يجد نظراءه الإنجيليّين ينشرون شيئاً سخيفاً للغاية، وقال “في منتدىً إنجيليّ، عليك أن تأخذ كلّ ما ينشر على أنّه محاكاة ساخرة – Parody وحقيقةً في الوقت ذاته.”
شخص ما يحيك هذه النقاط قاصداً أن تظهر وجهة نظره التي يعبّر عنها “سخيفة” أو/و هذا الشخص يعبّر بصدق عن وجهة نظره الجنونيّة.
لهذا [القانون] تطبيقات تتعدّى استخدامه في الحالة الإجتماعيّة النادرة التي تتضمّن تصيّد المستخدمين على المنتديات الإنجيليّة؛ أيّ رسالة تقرأها على الإنترنت يجب أن يُنظر لها على أنّها تلاعب مقصود، والحقيقة المطلقة في الوقت نفسه. عليك أن تتفاعل معها في موضع كموميّ فائق يتضمّن كلتا هاتين الحالتين المتضادتّين. كل ما على الإنترنت يجب أن يُقرأ هكذا. لأنّه في نهاية المطاف، ستدرك أنّ النشر على الإنترنت أمر سهل جداً، يمكنك بالطبع أن تبحث في المصالح الماليّة المتعلّقة بمنشور معيّن ومن قام بنشره وما أسبابه، ولكن لن تكون قادراً على معرفة الصورة الكاملة. لذا عليك أن تقرأ كلّ شيء على أنّه جادٌ 100% ونكتة 100%. وعليك أن تجد لذاتك طريقة خاصّة للتفاعل مع هذا المحتوى آخذاً بعين الاعتبار هذين الاحتمالين، ومدركاً أنّ كل تصريح حقيقيّ على الإنترنت محصور بين هذين القطبين، وموجود في مكان ما بالوسط. كل ما على الإنترنت موجود على طيف غريب من السخرية والجدية ولن تتمكّن من تحديد مكانه على هذا الطيف بدقّة.
خطئي كان قراءتي لميم “هذا ما أخذوه منك” بجديّة كاملة والحديث عنه بناءً على ذلك. ولكن، الميم ذاته يحمل بين طيّاته جذور ميمٍ أقدم، وهو ما قد يكون أقلّ سخرية أو أيّاً يكن، نقطتي هنا أنّ انتقادي لما يعنيه ذاك الميم ولماذا أعتبره فكرةً سيئة، يبقى قائماً، ولكنّك لن تستطيع إطلاقاً تقدير النوايا خلف منشور على الإنترنت بصورة قاطعة.
لذا عليك الحفاظ على قدر صحيّ من البعد والتشكيك، وهذا ما يطلبه قانون بو.
قانون الإنترنت الثاني الذي أرغب بالحديث عنه قد يكون مثيراً للجدل قليلاً، وهو أنّه لا يوجد فتيات على الإنترنت، وهذا قادم من صورة شاشة مأخوذة لما أعتقد أنّه منشور على موقع 4Chan يُتداول في كل مكان [على الإنترنت] ككوبيباستا[7] – Copypasta ومباشرة بعد “لا يوجد فتيات على الإنترنت” هناك تعقيب “هذا لا يعني ما تعتقده” بالطبع هناك فتيات على الإنترنت، هناك أطنان من الفتيات على الإنترنت، بإمكانك شراء ماء حمّامهم[8]، ولكن ما يعنيه القول “لا يوجد فتيات على الإنترنت” – وبالطبع هناك القليل من احتقار المرأة المتأصّل في هذا التعبير، فهو قادم من 4Chan وهذا الميم مصممٌّ للناشرين الذكور الصغار بالعمر المهتمّين بالأنمي والألعاب، لذا يَفترض [هذا الميم] بعض الأسباب التي قد تدفع أحدهم إلى التصريح بجنسه على الإنترنت، وقد لا تكون [هذه الأسباب] صحيحة دائماً، ولكن هناك درسٌ يُستفاد منه في هذا [الميم] لذا أرجوك أن تصبر معي.
ما يعنيه القول “لا يوجد فتيات على الإنترنت” هو أنّه إن كان عليك إحضار حجّة من خارج الإنترنت ليصبح منشورك أكثر إقناعاً، فهذا يعني أنّ منشورك ليس جيداً بما فيه الكفاية، وما يشير إليه المثال المذكور في المنشور الأصليّ هو أنّه إن كان عليك ذِكر معلومة كونك فتاة في نقاش حول ألعاب الفيديو، فهذا يعني اعترافك بأنّك تتحدثين إلى جمهور غالبيّته من الذكور، وإعلانك لهذه المعلومة الشخصيّة يهدف للحصول على معاملة تفضيليّة. وهذا ينطبق على العديد من المواقف، كالطريقة التي بدأتُ فيها الفيديو، حيث أذكر الأماكن التي نُشرت فيها مقالاتي، في هذه الحالة أنا أسمّي نفسي وأعطيك معلوماتٍ وسياقًا عني وهناك سبب لفعلي هذا، ولكن لا يضمن هذا أنّ المنشور الذي سأنشره سيكون جيداً. أكثر المنشورات نجاحاً وقيمةً هي تلك التي تُقنعك بالكامل عبر قوّة محتواها، لا عبر الشخصيّة التي تدّعي أنّها تقدّم هذه المعلومات؛ لأنّه -بديهيّاً- يمكنك خلق الهويات وتحريفها والتلاعب بها بسهولة على الإنترنت.
إن كان عليك إحضار شيء من خارج الإنترنت لإثبات نقطتك، منشورك ليس جيداً بما فيه الكفاية. لا يوجد فتيات على الإنترنت، وفي عالم مثاليّ، لن يكون هناك فتيان على الإنترنت، لن يكون هناك أيّ شيء على الإنترنت سوى المعلومات، محض المعلومات.
وهذا التصريح الأخير يقودنا إلى شعار منتدى Something Awful، وقد بدأ الناس الآن بالإدراك أن Something Awful – [يستطرد هنا في حديثه ولا يعود لتتمة النقطة سوى لاحقاً] أحد المنتديات الكبيرة في مطلع القرن السابق، بإدارته Rich “Lowtax” Kyanka أحد عباقرة زمننا الحالي، والذي كان له تأثير هائل في خلق التقاليد والأنماط السلوكيّة الخاصة بالإنترنت الذي نعرفه اليوم ثقافياً.
من Something Awful حصلنا على فيديوهات الألعاب من نمط “فلنلعب – Let’s Play” ومنه أيضاً حصلنا على اليساريّ البغيض – Dirtbag Left وحصلنا أيضاً على اليمين البديل – Alt Right بين علامتيّ تنصيص، ومنه أيضاً على غالبيّة ناشري موقع 4Chan الأوائل والقائمة تطول؛ كالقوالب الصوريّة وغيرها.
خلق هذا الموقع ثقافة الإنترنت بطريقة فعليّة وحقيقيّة جداً.
ولموقع Something Awful شعاران، الأوّل “الإنترنت يجعلك غبيّاً”، والثاني “الإنترنت عملٌ جاد”.
ولأن موقع Something Awful قاد سويّة ما بعد السخرية – Post Ironic المنفصلة عن الحقيقة على الإنترنت، والتي أصبحت تعرّف العديد من المجتمعات الرقميّة الناشئة لاحقاً، علينا أنّ نأخذ كلا هذين الشعارين على عكس المنصوص فيهما.
الإنترنت لا يجعلك غبياً في الحقيقة، لديّ صديق مقرّب هنا في نيويورك يعملُ متعهِّدًا وشاهدته في السنوات الأخيرة وهو يتعلّم العديد من المهارات بسلاسة، بسبب كل هذه المعلومات الموجودة على الإنترنت. أصبح هذا الشخص بارعاً في العثور على قنوات اليوتيوب التقنيّة ومساحات ريديت المخصصة للمتعهّدين، حيث يشرحون طريقة صب الإسمنت وتنفيذ أعمال الفولاذ وأعمال النجارة المتقدّمة، أصبح يقرأ أيضاً المراجعات حول الأدوات، وبدأ يتعلّم ما يحتاجه من أدوات لينجز المزيد في عمله.
واقعيًّا، جعل الإنترنت هذا الشخص ذكيّاً، أذكى مما كان ليكون عليه دونه، وهذا لأنّه اتَّصل بهذه الشبكة الواسعة من المعلومات المجانية وأتقن الملاحة فيها.
إذاً لم يجعله الإنترنت غبياً. ولكن هذا لأنّه يتفاعل مع الإنترنت بطريقة خاصّة جداً.
ولأنّك من المفترض أن تقرأ كلّ ما على الإنترنت مفترضاً كونه تزييفاً مقصوداً للحقائق والحقيقة المطلقة في آنٍ معاً، عليك أن تكون مشكّكاً جداً بخصوص الموجود عليه. إن غصت في البحر اللانهائي من المعلومات الذي ندعوه بالإنترنت دون هذا الشك، فسيقودك [الإنترنت] في طريق تحيّزاتك الفطرية وتصوّراتك المسبقة وانعدام الموضوعية والذاتيّة التي تدخل بها إليه، سيخرج الإنترنت تلك الانحيازيّة ويؤكّدها لك، وسيتابع تأكيدها لك حتّى تجد نفسك فجأة، تمارس الجنس الفمويّ مع رجل برداء ثعلب في مرحاض تجمّع [الفوريز][9] Rainfurrest، بينما يقوم شخص آخر مشحون بسبب الإنترنت بتفجير قنبلة كلورين في درج المبنى.
هكذا يجعلك الإنترنت غبيّاً؛ يجعلك الإنترنت غبيّاً إن قمت بإطاعته دون إرادة، إن تركت الإنترنت يقودك بدلاً أن تقود استخدامك له، سيجعلك الإنترنت غبيّاً حتماً.
والإنترنت أيضاً -بديهياً- عملٌ جاد، ذُكر في الأمم المتّحدة أنّه بنية التواصل الأساسيّة في العالم الحديث. الإنترنت مصدر كسب هائل للعديد من الناس، الإنترنت عمل جاد، وهناك أناس ماتوا بسبب الإنترنت. ولهذا السبب تحديداً لا يمكنك أن تأخذ الإنترنت بجدّيّة تامّة.
منتدى Something Awful كان موقعاً كوميدياً، وهذا كان ما سُوِّق على أساسه الموقع، ولكنّه أيضاً موقعٌ أنثروبولوجيّ (يدرس علم الإنسان) لأنّ ما فعله الناس على ذاك الموقع كلّ يوم، هو أنّهم كانوا يذهبون إلى موقع غريبٍ ما، في زاوية ثقافيّة منسيّة من الإنترنت، ويسخرون منه، وهذا ما يثير غضب العديد من الناس؛ ولكن في الوقت ذاته، وفّر الموقع طريقة لاستكشاف هذه الشبكة الشاسعة من المعلومات المتدافعة التي بدأت للتو تؤسس هويّتها الذاتيّة. كنت ترى جوانباً من النفس البشريّة لم يرها أحد من قبل.
والأمر الذي اكتشفه مستخدمو Something Awful الأوائل، مثل Lowtax و El Pinto Grande وبقيّتهم، بخصوص التعامل مع مقدار الجنون الموجود في الإنترنت دون أن تصبح أنت مجنوناً -ويمكننا تقييم مدى نجاح أيٍّ منّا في ذلك- هو أنّ الإنترنت عملٌ جاد، تقال بلهجة ساخرة، لأنّك بمجرّد ما أخذت الإنترنت على محمل الجدّ، وبمجرّد تصديقك للإنترنت، سيقودك إلى سبيل التخلّف العقليّ الشامل.
الطريقة التي يجب عليك التعامل بها مع الإنترنت -برأيي الشخصيّ- هو أن تراه كوزير حكيم جداً ومكّار. أنت الملك، وعندما يكون الإنترنت بجانبك، لديك ذاك الرجل الذي يعرف الكثير من الأشياء، يمكنه مساعدتك، يمكنه أن يشرح لك طريقة تحريك مواد البناء، يمكنه أن يصنع حول أعمالك الإبداعيّة مجتمعاً، يمكنه أن يُنجحك وهو بارع في الكثير من الأشياء. ولكنّه يخطط كي يصبح هو الملك، يريد أن يستغلّ انحيازاتك وتطيّراتك ويؤكّدها لك ويشجّعك عليها، ليقودك إلى طريق يستطيع فيه أن يطعنك في الظهر.
عليك أن تسمع للوزير ضمن حدود، والطريقة الأفضل لبناء هذه الحدود هو ألّا تأخذ ما يقوله بجدّيّة تماماً، عليك أن تمتلك بعض الفكاهة بخصوص الأمر، إن لم يعد لديك حسّ فكاهة في التعامل مع الإنترنت فستصبح في خطر محدق، لأنّك على الطريق إلى قنبلة الكلورين في تجمّع Rainfurrest – وكلّنا نرغب تجنّب قنبلة الكلورين في تجمّع Rainfurrest.
هناك قطعة أخيرة من حكمة الإنترنت الشعبية، والتي تصل برأيي لمستوى أحجيات الكوآن في طريق الزن، وكما كنت أقول قبل قليل بخصوص ضروريّة أخذ الإنترنت بنوع الفكاهة، عليك أن ترفض أحياناً عروض الإنترنت لجعلك فائق الذكاء. الإنترنت سيشعرك بأنّك على فهمٍ مثاليّ لكلّ موضوع قط، وترى هذا كثيراً حينما تدخل في محادثة مع شخص يُبقي صفحة ويكيبيديا مفتوحة على هاتفه ويبحث في الموسوعة عن كل شيء سيقوله، وهكذا لا تخوض حواراً مع الشخص نفسه وإنما مع ويكيبيديا. هذا شخصٌ فشل في إبقاء الإنترنت ضمن حدوده، هذا شخص لا يشكك بما يجده على الإنترنت، هذا شخص لا يفصل بين ذاته وبين الإنترنت بطبقة من الفكاهة. هذا شخص يعتقد حقّاً أنّ ويكيبيديا تمنحه ذكاءً فائقاً مطلقاً، وأنّها جزءٌ لا يتجزّأ من شخصيّته ولا فرق بين ما يقوله وبين ما يأخذه من الإنترنت.
هذا ليس جيداً. في مرحلة ما عليك أن تختار بإرادتك أن تكون غبياً. عليك أن تأخذ القرار الواعي بأن تكون متخلّفاً عقلياً.
وكما اعتادوا القول على FYAD – Fuck You And Die أساس الشذوذ [وقد تعني السعادة – كجزء من ازدواجيّة المعنى] أن تكون متخلفاً عقلياً، وأن تكون متخلفاً عقلياً أمر رائع.
حاشية المترجم:
- منتديات: يقصد فيها كل المواقع التي تسمح بنشر المنشورات والرد عليها ضمن مساحات مخصصة لكل موضوع. وليس فقط المنتديات بمعناها المشهور على الشبكة العربية.
- تذكّر ما أخذوه منك: أمثلة.
- أمريكا البيضاء – White America: مصطلح يستخدم للإشارة إلى ثقافة/مجتمع العرق الأبيض في أمريكا سواء في سياق إيجابيّ أو سلبيّ – يستخدم أحياناً في سياق عنصريّ للتمييز بين “أمريكا البيضاء” وباقي الأعراق.
- ساخر في هذا السياق وضمن المقال لا يقصد فيها الاستهزاء، بل بمعنىً تهكّمي بغرض المزاح، عن طريق خلق فجوة بين ما يقال فعلاً وما يُقصد من الكلام أو الفِعل وبين الحقيقة. يعاكسها الجدّيّة، حيث يوافق الكلام والمقصود منه الحقيقة.
- حملة 2016: يقصد بها حملة الميمز المرافقة للحملة الإنتخابيّة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وهي حملة من الشيبتوستنغ هدفت للترويج للرئيس ويعتبرها البعض سبباً رئيسياً في فوزه بالإنتخابات.
- الترابط العائليّ السعيد: أمثلة.
- كوبيباستا: النصوص المكررة التي تنسخ وتلصق بكثرة على الإنترنت لغرض كوميديّ.
- الإشارة هنا إلى التريند الذي بدأته الممثلة الإباحيّة بيل ديلفين بعد أن باعت “ماء حمّامها” المعلّب للمعجبين.
- تجمّع راينفوريست: هو تجمّع للفوريز اشتهر بفشله الذريع بسبب أعمال التخريب التي حصلت للمساحة التي احتضنت التجمّع. وثائقيّ.
تحفة